إن تأثير اضرار السهر على الجسم وبناء العضلات كبير ونقصد بالسهر سواء السهر لساعات متأخرة في الليل أو قلة عدد ساعات النوم أقل من المعدل الذي يحتاجه الجسم بشكل عام.
فالنوم ليس تقليد عبثي إنما له فوائد عديدة لأن خلايا جسمنا كافة تحتاج إلى الراحة حيث يمكننا أن نشبه الجسم بآلة يمكن لها أن تعمل بشكل شبه متواصل خلال ساعات النهار، ولكن هذه الآلة لا يمكن أن تستمر في العمل إلا إذا حصلت على قسط كافي من الراحة.
فكيف سيكون الأمر إذا ما كنت من الأشخاص الرياضيين أو من لاعبي كمال الأجسام، فالرياضي يجب عليه أن يتمرن كثيراً وبشكل يومي وممارسة الرياضة المجهدة وتعتبر التمارين من أبرز مهام لاعب كمال الأجسام.
لهذا السبب فإن جسم الرياضي يعمل بشكل مضاعف وبالتالي فهو بحاجة إلى قسط كافي ووافي من الراحة والنوم حيث يتوجب على الرياضي أن يتجنب السهر لساعات متأخرة من الليل.
وإذا ما حدث ذلك ولأمر اضطراري فإنه يجب عليه أن يعوض مقدار السهر هذا من خلال الحصول على قسط كافي من الراحة والنوم خلال ساعات النهار.
ما هي اضرار السهر على الجسم؟
كما ذكرنا سابقاً فإن تأثير السهر يمتد ليسبب الكثير من المشاكل لأجهزة الجسم ولكن هناك بعض الأضرار والتأثيرات التي تظهر بشكل واضح وتكون سلبية لدرجة كبيرة.
1- اضرار السهر على الجهاز العصبي
من المعروف بأن الجهاز العصبي هو النظام المركزي في الجسم المسؤول عن ضبط عمل أجهزة الجسم كافة كما أن الجهاز العصبي يقوم بنقل المعلومات من الدماغ إلى العضلات وإلى كافة الأجهزة في الجسم بشكل عام.
وعدم خضوع الجهاز العصبي لقسط كافي من الراحة سيكون له تداعيات سلبية جداً. ومن أبرز السلبيات التي تظهر على الجهاز العصبي نتيجة تأثير السهر هي:
1- اضطراب في المزاج وحدوث إرهاق للدماغ أي أن تركيز الدماغ وقيامه بعمله لن يكون كامل وصحيح.
2- بما أن الدماغ لن يعمل بصورة صحيحة فإن إرسال المعلومات من الدماغ إلى العضلات وأجهزة الجسم لن يتم بطريقة سليمة.
3- انخفاض نسبة التركيز وعدم قدرة الدماغ على فهم أي معلومات جديدة.
4- كما أن تأثير السهر يمتد إلى حصول خلل في الحالة العاطفية بحيث تكون الحالة العاطفية للإنسان غير متناسبة مع الوضع الذي يكون محيط به.
5- فرض الجسم غفوات قسرية بحيث يغفو الإنسان بسبب التعب والإرهاق في أي مكان تواجد فيه، والخطورة في هذا الموضوع أن يغفو الإنسان خلال فترات زمنية خطرة على سبيل المثال أثناء قيادة السيارة.
2- اضرار السهر على الجهاز المناعي
إن اضرار السهر على الجسم لساعات طويلة دون تعويض الجسم بساعات من الراحة، يؤدي إلى حدوث خلل في الجهاز المناعي هذا الجهاز الذي يقوم بحماية الجسم من الأمراض.
فالجهاز المناعي يقوم بإنتاج السيتوكينات والأجسام المضادة التي يتم استخدامها داخل أجسامنا من أجل محاربة الأجسام الغريبة من فيروسات أو بكتريا التي تدخل إلى الجسم وتسبب له الأمراض.
أما حدوث اضطراب في الجهاز المناعي فهذا يعني تأخر الجسم كي يتعافى من أي مرض يتعرض له.
ما هي اضرار السهر على بناء العضلات؟
توجد العديد والكثير من العمليات الحيوية التي تتم خلال ساعات النوم وعدم حدوث هذه العمليات بشكل صحيح، سيؤثر على كافة العمليات التي يقوم بها الجسم وبالنسبة للرياضيين فإن بناء العضلات سيتأثر بالسهر وقلة النوم.
إن هدف الرياضيين بشكل عام ولاعبي كمال الأجسام بشكل خاص هو بناء هيكل عضلي صحيح ذو شكل متناسق.
لكن مع قلة النوم وعدم حصول الجسم على قسط كافي من الراحة فإن معدل البناء العضلي سيقل وبالتالي ستبدأ العضلات بالضعف.
وتوجد الكثير من الدراسات التي تثبت أن معدل البناء العضلي لدى الأشخاص الذين يحصلون على قسط كافي من الراحة يكون أعلى بنسب كبيرة من الأشخاص الذين لا يأخذ جسمهم حقه من الراحة.
وأيضا من اضرار السهر على الجسم انه يقلل من معدل حرق الدهون او التمثيل الغذائي مما يسمح للجسم بتخزين الدهون بدلا من حرقها والتخلص منها.
اضرار السهر على الجليكوجين العضلي
فمن أبرز المشكلات التي تتعرض لها العضلات نتيجة تأثير قلة النوم على العضلات والسهر، هي انخفاض قدرتها على اختزان الجليكوجين العضلي.
فالجسم يقوم بتكسير السكر وتحويله إلى طاقة سعياً منه للحفاظ على معدل طاقة الجسم.
حيث تتواجد هذه السكريات إما في الدم أو في الكبد أو في العضلات على هيئة جليكوجين والجليكوجين العضلي يتم تخزينه في العضلات خلال ساعات النوم والراحة فقط.
أي أن عدم حصول الجسم على الراحة سيؤدي إلى عدم قدرة العضلات على تخزين الجليكوجين في العضلات.
بعض النصائح من أجل الحصول على نوم هادئ ومريح
1- إن الأضواء الساطعة قد تخفض من الرغبة في النوم لذلك يتم وضع أضواء خافتة في غرف النوم وبعض الناس يقوم بإطفاء كافة الأضواء من أجل الحصول على فترة نوم مريحة.
2- إن الأشخاص الرياضيين يجب أن يحرصوا على تنظيم أوقات النوم ومن الأفضل أن تكون في الليل لأن النهار هو من أجل النشاط والحيوية أما الليل فهو من أجل الراحة والهدوء.
3- بالتأكيد يجب على كل رياضي أن يتناول الكافيين من أجل المحافظة على معدل نشاط ممتاز لكن هذا قبل وأثناء التمرين أما قبل ساعات النوم فالأفضل الابتعاد عن الكافيين قدر الإمكان.
4- عند مواجهة صعوبة في النوم وشعور مستمر بالأرق والقلق فمن الأفضل زيارة طبيب مختص.
5- كما أن مسألة الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن لها تأثير كبير في حصولنا على نوم هادئ ومريح وهنا لابد من أن نذكر بأن وجبة العشاء يجب أن تكون خفيفة، ومن الأفضل أن يتم تناولها قبل موعد النوم بثلاث ساعات تقريباً وذلك له دور كبير في حصولنا على نوم مريح وصحي.
وبهذا الشكل يمكننا أن ندرك تأثير السهر السلبي على أجسامنا كرياضيين ولاعبي كمال الأجسام لذلك يجب أن نبتعد عنه قدر الإمكان.
تعليقات