رجيم قاسى جدا يخسس 9 كيلو في الأسبوع
في هذه المقالة سنتكلم عن أنظمة الرجيم القاسي جدا، والحميات والأنظمة الغذائية المنتشرة التي للأسف يتبعها زائدي الوزن ومرضى السمنة المفرطة في عالمنا العربي. فهذه الأنظمة تتميز بكميات ضئيلة جدا من السعرات الحرارية واختيارات محدودة من أصناف الطعام وقائمة ضخمة جدا من الأصناف الممنوعة.
لهذا سوف اشرح لك أسباب الفشل الذريع لمثل هذه الأنظمة الغذائي "أنظمة رجيم قاسى جدا لخسارة الوزن في اسرع وقت". والتي يتبعها البعض عن طريق المتابعة مع ما يسمى " دكتور تخسيس" او عيادة للتخسيس أو الأنظمة الغذائية المنتشرة على الانترنت بكثرة، او قرأتم عنها في جريدة او مجلة. واتبعتموها بدون أي مراجعة او تأكد من فاعليتها، او حتى اثارها المحتملة على صحتكم واجسادكم.
معظم أنظمة الحمية او التخسيس او رجيم قاسى جدا شديدة الانخفاض في السعرات الحرارية فهو مصيرها الفشل لأنه على حسب الدراسات التي تمت على هذه الأنظمة. فإن 95% ممن يتبعوا هذه الأنظمة الغذائية القاسية. المسماة بي "رجيم قاسى جدا لفقدان الوزن سريعا" ينجحون في انقاص اوزانهم في بادئ الامر.
ولكن معظم هذا النقصان يكون من الكتلة العضلية ومياه الجسم المخزنة، وبعد مرور الأيام والاسابيع يصبح معدل نقصان الوزن بطئ جدا لدرجة انك تتوقف عن خسارة الوزن تماما. والأسواء في هذه الأنظمة الغذائية الغير صحية انك تبدأ في اكتساب هذا الوزن المفقود من جديد وربما اكثر من وزنك السابق.
وهذه هي الأسباب:
عندما يبدأ متبع الرجيم في خفض كمية السعرات الحرارية وكميات الأكل التي يستهلكها، يكون هناك رد فعل من الجسم عكسي. حيث يقوم الجسم بمكافحة حرق الدهون وانخفاض الوزن ومحاولة التمسك بمصادر الطاقة وهى (الدهون) بكل قوته وكلما خفضت السعرات اكثر املا منك لخسارة الوزن او خسارة الدهون. كلما حارب جسمك حرق الدهون اكثر واكثر. للأسف نظام فاشل ودائما مصيره الفشل والإحباط لك وتسمى هذه الظاهرة بال Adaptive Thermogenisis أي تأقلم معدل الأيض الغذائي مع خفض الطاقة.
وفى النهاية يفشل "نظام رجيم قاسى جدا الذى اتبعته" وتبدأ بالذهاب لمحل الوجبات السريعة او تهجم هجوم شرس على ثلاجة منزلك بعد احباط وارهاق واكتئاب وجوع ويحدث هذا غالبا في المساء.
والنظام الغذائي الذى اتحدث عنه هو الذى يكتبها ما يسمى " دكتور التخسيس" لمرضى السمنة تدخل مكتب الدكتور بعد عناء وانتظار ليقوم الدكتور حينها بالاكتفاء بأخذ وزنك فقط. واعطائك ورقة مطبوعة مسبقا دون حساب نسبة الدهون في جسمك او احتساب السعرات الحرارية لاحتياج جسمك لخسارة الوزن.
وتكون في اغلب الأحيان كالآتي:
الإفطار:
توست، بيضه، ثلاث ملاعق من الفول، وشاي او قهوة بدون سكر.
الغذاء:
سمكة مشوية، او صدر دجاج مشوي ،مع قطعة خبز صغيرة او 5 ملاعق من الأرز وسلطة خضراء.
العشاء:
قطعة جبن قريش، او كوب من الزبادي، وثمرة فاكهة.
الممنوعات: معظم أنواع الفواكه و معظم أنواع النشويات و العديد من أنواع اللحوم و معظم الدهون (معظم أنواع الأكل).
لا أريد أن أطيل في التحليل ومناقشة هذا الرجيم أو أن أسأل لماذا ثلاث ملاعق فول فقط و ليس اكثر؟ و لماذا ثمرة فاكهة واحدة و ليس اثنتان؟. ولماذا تعطى هذه الورقة لكل الإحجام والأعمار و الجنسين بدون تمييز؟ لن أدخل في حساب السعرات الحرارية الضئيلة و كميات الفيتامينات و المعادن الناقصة في هذا النظام.
فلا يوجد أي حساب لاختلاف طبيعة الجسم البشرى من شخص لآخر سوف أتكلم عن الممارسات السيئة لدكاترة الرجيم فى الوطن العربي، في مقال أخر. لكن أريد أن أركز في نقطة محددة في هذا الرجيم وهى الانخفاض الشديد في كمية السعرات الحرارية و عدم تنوع أصناف الطعام.
أريد أن أتكلم عن مشكلتين في هذا الرجيم:
أولاً: دكتور الرجيم لا يصف تمارين لتقوية العضلات لمرضى السمنة، لذلك جزء كبير من الوزن الذى تفقده مع اتباعك لهذا الرجيم يأتي من المياه و الكتلة العضلية، و ليس فقط دهون الجسم. تمارين الحديد تزيد الكتلة العضلية، وتزيد من معدل الأيض الغذائي، حيث أن الألياف العضلية أنسجة نشطة تستهلك السعرات الحرارية. على مدار الساعة حتى أثناء نومك، ولا ننسى كيف تشد تمارين الحديد الجسم للرجال و النساء.
ثانياً: هذا الرجيم سيؤدى إلى نقصان سريع في الوزن، في أول 3-4 أسابيع، ثم ما يبدأ هذا المعدل في التباطؤ أسبوع وراء الأخر، حتى يتوقف تماماً. وذلك بسبب انخفاض عمليات الأيض، كما أن الجوع يتزايد بشكل كبير، ويخرب كل مجهودك للحفاظ على الدايت.
فبالرغم من الانتشار الكبير لعيادات التخسيس، و بالرغم من كثرة منتجات التخسيس، مثل الزينيكال و الشاي الصيني ..الخ، فإن نسبة كبيرة من الناس مصابة بالسمنة.
إذن، من الواضح أن الاستراتيجيات التي يتبعها العرب لعلاج السمنة لا تنجح و دعني أسألك أنت شخصياً عزيزي القارئ و عزيزتي القارئة، إلى كم عيادة دكتور رجيم ذهبت. هل فقدت وزنك في بادئ الأمر، هل استمر هذا الفقدان في الوزن فترة طويلة هل أنت الآن لديك الجسم المثالي الذى تتمناه.
أو أنظر حولك، كم من صديق أو قريب لك، و كم من ممثل أو ممثلة شهيرة فقدت وزنها لفترة معينة إلى أن زاد وزنها بشكل ملحوظ بعد عدة شهور أو حتى عدة سنوات.
وأنصحك ألا تلقي اللوم على نفسك، أو على ضعف إرادتك، أو قدرتك على التحمل المشكلة ليست بك أنت، و لكن المشكلة الأكبر تكمن في نظام الحرمان و التجويع الذى تم وصفه لك.
إذن، لماذا تفشل هذه النظم الغذائية؟. الحقيقة أن هناك أسباب علمية و طبية وراء هذا الفشل، فجسم الإنسان خلقه الله في غاية الذكاء و معنى ذكاء جسم الإنسان، أن الجسم لديه العديد من الآليات للحفاظ على حياتك وصحتك. عندما ترتكب الخطأ الشائع و تحاول “تجويع” جسمك، وتحرمه من الطعام فإن الجسم يستشعر خطورة المجاعة، و يبدأ برد فعل عكسي، ويكيف نفسه على موائمة السعرات الحرارية القليلة.
فعندما يشعر جسمك بالمجاعة، كأنه يقول لنفسه: “ أن كميات الطعام التي تأتيني ضئيلة جداً وهناك خطر كبير على الحياة، لذلك سوف أحاول الحفاظ على مصادر الطاقة المخزنة لدي بكل قوة لن أفرط فى هذه الطاقة المخزنة حتى أحافظ على حياتي ”.
و بالطبع، مصادر الطاقة المخزنة عند الإنسان، هي الدهون وإذا حاولت تجويع نفسك من أجل حرق الدهون فإن هذه الآلية ستعمل ضدك أو بمعنى أصح ضد ما تحاول تحقيقه من ضرر. و ذلك لأن الجسم لا يستطيع أن يفرق بين الرجيم القاسي و المجاعة ولذلك انصحك بعدم اتباع هذه الأنظمة الغير صحية.
تعليقات